الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)
.تفسير الآيات (13- 27): أخرج الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} قال: هي انطاكية. وأخرج ابن أبي حاتم عن بريدة {أصحاب القرية} قال: انطاكية. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} قال: انطاكية. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} قال: ذكر لنا أنها قرية من قرى الروم، بعث عيسى ابن مريم إليها رجلين، فكذبوهما. وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان موسى بن عمران عليه السلام بينه وبين عيسى ألف سنة، وتسعمائة سنة ولم يكن بينهما، وانه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل، ثم من أرسل من غيرهم، وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة، بعث في أولها ثلاثة أنبياء. وهو قوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} والذي عزز به: شمعون. وكان من الحواريين، وكانت الفترة التي ليس فيها رسول أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} قال: بلغني أن عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية- وهي انطاكية- رجلين من الحواريين، واتبعهم بثالث. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} قال: لكي تكون عليهم الحجة أشد، فأتوا أهل القرية، فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له، فكذبوهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: اسم الرسولين اللذين قالا {إذ أرسلنا إليهم اثنين} شمعون. ويوحنا. واسم (الثالث) بولص. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فعززنا بثالث} مخففة. وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين....} قال: اسم الثالث الذي عزز به: سمعون بن يوحنا. والثالث بولص، فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعاً، وجاء حبيب وهو يكتم إيمانه {فقال يا قوم اتبعوا المرسلين} فلما رأوه أعلن بإيمانه فقال: {إني آمنت بربكم فاسمعون} وكان نجاراً ألقوه في بئر، وهي الرس، وهم أصحاب الرس. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {قالوا إنا تطيرنا بكم} قال: يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} بالحجارة {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم {أئن ذكرتم} يقول: ائن ذكرناكم بالله، تطيرتم بنا. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {لنرجمنكم} قال: لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله: {طائركم معكم أئن ذكرتم} يقول: ما كتب عليكم واقع بكم. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {طائركم معكم} قال: شؤمكم معكم. وأخرج عبد بن حميد عن يحيي بن وثاب أنه قرأها {أئن ذكرتم} بالخفض وقرأها زر بن حبيش {أن ذكرتم} بالنصب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: هو حبيب النجار. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد، مثله. وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال: كان اسم صاحب يس (حبيب بن مري). وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: اسم صاحب يس (حبيب) وكان الجذام قد أسرع فيه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغني أنه رجل كان يعبد الله في غار، واسمه حبيب، فسمع بهؤلاء النفر الذين أرسلهم عيسى إلى أهل انطاكية، فجاءهم فقال: تسألون أجراً فقالوا: لا، فقال لقومه {يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون} حتى بلغ {فاسمعون} قال: فرجموه بالحجارة فجعل يقول: رب اهد قومي {فإنهم لا يعلمون بما غفر لي ربي} حتى بلغ {إن كانت إلا صيحة واحدة} قال: فما نوظروا بعد قتلهم إياه حتى أخذتهم {صيحة واحدة فإذا هم خامدون}. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الحكم في قوله: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} قال: بلغنا أنه كان قصاراً. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وجاء من أقصى المدينة رجل} كان حراثاً. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال: إنكم معشر العرب تدعون البئر رساً وتدعون القبر رساً فخدوا خدوداً في الأرض، وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في {يس} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس، وكانت الأنبياء تقتل، فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة، وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم، فيشهدهم على إيمانه، فأقبل على قومه فقال: {يا قوم اتبعوا المرسلين} إلى قوله: {لفي ضلال مبين} ثم أقبل على الرسل فقال: {إني آمنت بربكم فاسمعون} ليشهدهم على إيمانه فأُخِذَ فَقُذِفَ في النار فقال الله تعالى {ادخل الجنة} قال: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين}. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال: لما قال صاحب (يس) {يا قوم اتبعوا المرسلين} خنقوه ليموت فالتفت إلى الأنبياء فقال: {إني آمنت بربكم فاسمعون} أي فاشهدوا لي. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قيل ادخل الجنة} قال: وجبت له الجنة {قال يا ليت قومي يعلمون} قال: هذا حين رأى الثواب. .تفسير الآيات (28- 29): أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: {وما أنزلنا على قومه...} قال: ما استعنت عليهم جنداً من السماء ولا من الأرض. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين قال: في قراءة ابن مسعود {إن كانت إلا رتقة واحدة} وفي قراءتنا {إن كانت إلا صيحة واحدة}. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {فإذا هم خامدون} قال: ميتون. وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس. والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب». وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة القرشي عن رجل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبو بكر الصديق خير أهل الأرض إلا أن يكون نبي، وإلا مؤمن آل ياسين، وإلا مؤمن آل فرعون». وأخرج ابن عدي وابن عساكر: ثلاثة ما كفروا بالله قط: مؤمن آل ياسين، وعلي بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون. وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل ياسين، وعلي بن أبي طالب». وأخرج أبو داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمي عن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، الذي قال: {يا قوم اتبعوا المرسلين} وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: {أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله} [ غافر: 28] وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم». وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن عروة قال: قدم عروة بن مسعود الثقفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استأذن ليرجع إلى قومه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنهم قاتلوك؟ قال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، فرجع إليهم، فدعاهم إلى الإِسلام، فعصوه وأسمعوه من الأذى، فلما طلع الفجر قام على غرفة، فأذن بالصلاة. وتشهد، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتله: مثل عروة. مثل صاحب يس. دعا قومه إلى الله فقتلوه». وأخرج ابن مردويه من حديث ابن شعبة موصولاً، نحوه. وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن مقسم عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عروة بن مسعود إلى الطائف إلى قومه ثقيف، فدعاهم إلى الإِسلام، فرماه رجل بسهم فقتله، فقال: «ما أشبهه بصاحب (يس)». وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر الشعبي قال: شبه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته قال: «دحية الكلبي يشبه جبريل، وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى ابن مريم، وعبد العزى يشبه الدجال». .تفسير الآية رقم (30): أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا حسرة على العباد} يقول: يا ويلاً للعباد. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قال: {يا حسرة على العباد}. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {يا حسرة على العباد} قال: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {يا حسرة على العباد} يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله، وفرطت في جنب الله تعالى قال: وفي بعض القراءة {يا حسرة العباد على أنفسها ما يأتيهم من رسول}. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا حسرة على العباد} قال: الندامة على العباد الذين {ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون} يقول: الندامة عليهم إلى يوم القيامة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يا حسرة على العباد} قال: يا حسرة لهم. وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال: في حرف أبي بن كعب {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون}. .تفسير الآيات (31- 34): أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} قال: عادا، وثمودا، وقروناً بين ذلك كثيراً {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} قال: يوم القيامة. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هارون عن الأعرج وأبي عمرو في قوله: {أنهم إليهم لا يرجعون} قالا: ليس في مدة اختلاف هذا من رجوع الدنيا. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي إسحاق قال: قيل لابن عباس أن ناساً يزعمون أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة. فسكت ساعة ثم قال: بئس القوم نحن إن كنا أنكحنا نساءه، واقتسمنا ميراثه، أما تقرأون {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}.
|